الخميس، 4 أغسطس 2011

برنامج تلفزيوني ديني يثير جدلا سياسيا حادا في تونس



تونس- أثار البرنامج الديني "صحة شريبتكم" الذي بثه التلفزيوني التونسي المستقل "حنبعل" مع أول أيام رمضان، جدلا سياسيا وإعلاميا واسعا يُرجح أن يتواصل خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

وتباينت الآراء والتقييمات الأولية لهذا البرنامج الذي يقدمه عبد الفتاح مورو، المحامي وأحد مؤسسي حركة "النهضة" الإسلامية التونسية، فيما لم تتردد بعض الأحزاب السياسية بانتقاده، واعتبره البعض "يفتح المجال أمام الدعاية السياسية التي تتستر بالدين".

واعتبر الحزب الديمقراطي التقدمي أن منح أحد مؤسسي حركة "النهضة" ودعاتها، المجال للدعاية السياسية المتسترة بالدين فيه اخلال بمبدأ التنافس السياسي العادل.

من جهته، شدد التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات على ضرورة أن يبقى الإسلام قاسما مشتركا وعامل وحدة بين كل التونسيين والتونسيات، وحث وسائل الإعلام على تجنب "إتاحة منابرها لبعض رموز الأحزاب والتيارات السياسية للخلط بين الدعاية السياسية والوعظ والإرشاد".

أما حزب "آفاق تونس"، فقد اعتبر أن البرنامج التلفزيوني المذكور "يعكس إزدواجية الخطاب والأدوار، ذلك أن تقديم عبد الفتاح مورو على أنه شخصية مستقلة هو من قبيل الخداع وتلاعب صارخ بالرأي العام في هذه المرحلة الحساسة التي تسبق الإنتخابات."

وأعربت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين عن إنزعاجها الشديد مما وصفته بالإستعمال المتبادل للدعاية غير الشرعية بين جهة سياسية -عبد الفتاح مورو- ومؤسسة إعلامية "قناة حنبعل".

واعتبرت في بيان وزعته أن ذلك يهدد شفافية وموضوعية الرسالة الإعلامية التى "يجب أن تكون بمنأى عن تأثيرات القوى المالية والسياسية والدينية والإجتماعية خاصة في هذه المرحلة الإنتقالية"،على حد تعبيرها.

كما أشارت الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والإتصال إلى أنها تلقت من أعضاء من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وأحزاب سياسية وممثلين عن المجتمع المدني وصحافيين "مراسلات ناقدة بخصوص البرنامج التلفزيوني المذكور".

واعتبرت أن في ذلك خرقا لقاعدة الحياد التي يمليها الوضع الحساس في البلاد عشية انتخابات حاسمة، ودعت في المقابل إدارة قناة "حنبعل" إلى "إعادة النظر في بث البرنامج الذي قد تختلط فيه الدعاية السياسية بالدعوة الدينية وإلى اختيار رجال دين مستقلين عن اللعبة السياسية لتقديم مثل هذه البرامج المحمودة."

ولئن التزمت قناة "حنبعل" الصمت، ولم ترد على هذه الانتقادات لغاية الآن، فإن وزارة الشؤون الدينية اعتبرت أن ما يجري يعد "من قبيل السجال السياسي"، بينما لم يتردد عبد الفتاح مورو في رفض الانتقادات الموجهة له ولبرنامجه.

واعتبر مورو أن هذه الإنتقادات هي عبارة "عن هجمة تشنها أطراف سياسية"، لن تثنيه عن الإستمرار في تقديم برنامجه التلفزيوني بإعتبار "أن هذه الإنتقادات لم تصدر عن هيئات وطنية منتخبة، وبالنظر إلى غياب نص قانوني يمنع تقديمه هكذا برنامج".

ولفت الى أنه توخى في برنامجه التلفزيوني "كل الحذر كي لا يكون هناك فيه أي مجال للخلط بين الديني والسياسي"،كما نفى إنتماءه لحركة النهضة الإسلامية وعزمه قيادة حملتها الإنتخابية في إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة يوم 23 أكتوبر/نشرين الأول المقبل.

يشار إلى أن رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية الشيخ راشد الغنوشي كان قد أعلن في الثالث والعشرين من مايو/آيار الماضي أن عبد الفتاح مورو سيقود الحملة الإنتخابية لحركته النهضة في الإستحقاق الإنتخابي المرتقب. "يو بي اي"





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق