الأحد، 10 يوليو 2011

محامى الرئيس التونسى السابق: محاكمة بن على هزلية والهدف منها قتله معنوياً



تحدث الكاتب البريطانى روبرت فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم، الأحد، عن محاكمة الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، ووصفها بالمحاكمة التى يشكك فيها الجميع حتى أعدائه.

ويقول فيسك إنه عندما تحدث عن محاكمات زين العابدين بن على، كان رد فعل محاميه أكرم عزورى بأن أشاح بيديه فى الهواء فى تعبير يدل على السخرية وتجلت ابتسامة على وجهه وهو يقول "هذه لم تكن أحكاماً قضائية، ولم تكن بالأساس قضايا حقيقية، بل كانت مجرد مزحة"، وكانت محاكمة بن على الأولى قد انتهت بعد شهر ونصف الشهر فقط من المرافعات بالحكم على الرئيس التونسى المخلوع وزوجته بالسجن لمدة 35 عاماً وتغريهما ما يعادل 48 مليون جنيه إسترلينى، ثم حُكم عليه مرة أخرى خلال الأسبوع الماضى بالسجن لمدة 15 عاماً ونصف العام. وشبه عزورى الحكم الأول فى سرعته بأنه كان أقرب إلى سباق فورميلا أكثر من كونه إجراء قضائيا كلاسيكيا.

ويمضى فيسك فى القول إنه من الغريب أن المحاكمة الهزلية الأولى لبن على والتى لم يكن فيها شهود أو محامون اختارهم المدعى عليه، قد أثارت غضب كل من محاميه وأشد المعارضين له، فقد أراد المعارضون اتهامات بالخيانة العظمى وأن يشهد الكثير من السجناء السابقين الذين تم تعذيبهم بوحشية نظام بن على. ويقول عزورى، وهو محام مسيحى لبنانى يتولى الدفاع عن الرئيس التونسى السابق ومعه الفرنسى جان إيف لوبرون، إنه يريد محاكمة عادلة لكن هذا لم يحدث فلم تتم دعوة المحامين إلى المحكمة، ولم تمنح له التأشيرة لدخول البلاد وتقدم بطلب إلى نقابة المحامين التونسية للحصول على إذن بالدفاع عنه، لكنه لم يحصل عليه، وفى النهاية عينت النقابة اثنين من محاميها "للدفاع" عن بن على.

ويصف بن على نفسه، حسبما يقول محاميه، هذه المحاكامت وما نجم عنه من أحكام، بأنها كلمة عدالة المنتصرين، ويضيف المحامى: لا تنسوا أن الحقيقة المجردة بأن الرئيس السابق بن على استخدمنى كمحام له هى سابقة فى هذا الجزء من العالم، وتعنى أنه يريد أن يلعب وفقاً للقواعد، ولا يأبه بأى محاكمة سياسية. فقد حكم تونس لمدة 25 عاماً ومن حق الشعب التونسى أن يحكم عليه. ومن وجهة نظره، فإن الاتهمات الموجهة ضده لم تُصنع ببراءة، فإذا نظرنا إلى مضمونها سنجدها مخزية، فالهدف منها قتله معنويا، فكل هذه الأشياء الخاصة بالمحاكمة الثانية، يقصد الأسلحة والمخدرات، قد "عُثر عليها" فى مكان إقامته الرسمى بعد شهرين أو ثلاثة من مغادرته للبلاد. وبعد سبعة أشهر الآن، ربما نجد أسلحة نووية فى محل إقامته السابق. ورأى عزورى أن الغرض الوحيد من هذه المحاكمة هو تصوير بن على أنه تاجر مخدرات وأسلحة قبل إجراء الانتخابات التونسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق